ملك المصريـــة

فتاة عادية عاشت وستعيش لتحب الحياة لا تخشى الا الله وفى نفس الوقت ضعيفة جدا امام من يهواه قلبها لدى احلام ككل البنات ان تحب وتَحب وتكون لها مملكتها وتكون ملكة عليهاوباقى افراد المملكة هن احب الناس الى قلبها الكبير

My Photo
Name:
Location: Cairo, Egypt

انسانة بسيطة وعادية جدا تهوى الفترات التى يتزامن فبها ان تكون فى قمة الرومانسية

Wednesday, May 28, 2008

قصة
عن
ام واب وابن كفيف
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّلأبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة .. بقيت إلى اخر الليل مع الشلة فى احدى الاستراحات ........ كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ .. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة .. كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم .. وغيبة الناس .. وهم يضحكون .. أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد .. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة منالشخص الذي أسخر منه .. أجل كنت أسخر من هذا وذاك .. لم يسلم أحد منّيأحد حتى أصحابي .. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني .. أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيتهيتسوّل في السّوق.. والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّروسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول .. وانطلقتضحكتي تدوي في السّوق .. عدت إلى بيتي متأخراًكالعادة .. وجدت زوجتي في انتظاري .. كانت في حالة يرثىلها .. قالت بصوت متهدج : راشد .. أين كنتَ ؟قلت ساخراً : في المريخ .. عند أصحابي بالطبع .. كان الإعياء ظاهراً عليها .. قالت والعبرةتخنقها: راشد… أنا تعبة جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا .. سقطت دمعة صامته على خدها .. أحسست أنّي أهملت زوجتي .. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي .. خاصة أنّها في شهرها التاسع .. حملتها إلى المستشفى بسرعة .. دخلت غرفة الولادة .. جعلت تقاسي الآلام ساعاتطوال .. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر .. تعسرتولادتها .. فانتظرت طويلاً حتى تعبت .. فذهبت إلى البيت .. وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني .. بعد ساعة .. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدومسالم .. ذهبت إلى المستشفى فوراً .. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها .. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت علىولادة زوجتي .. صرختُ بهم : أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابنيسالم .. قالوا .. أولاً .. راجعالطبيبة .. دخلت على الطبيبة .. كلمتني عن المصائب .. والرضى بالأقدار .. ثم قالت : ولدك به تشوهشديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !! خفضت رأسي .. وأنا أدافععبراتي .. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى .. الذي دفعته في السوق وأضحكت عليهالناس .. سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً .. لا أدري ماذا أقول .. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرتالطبيبة على لطفها .. ومضيت لأرى زوجتي .. لم تحزن زوجتي .. كانتمؤمنة بقضاء الله .. راضية .. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس .. كانتتردد دائماً .. لا تغتب الناس .. خرجنا من المستشفى .. وخرج سالم معنا .. في الحقيقة .. لم أكن أهتم به كثيراً.. اعتبرته غير موجود في المنزل .. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها .. كانت زوجتي تهتم به كثيراً .. وتحبّه كثيراً .. أما أنا فلم أكن أكره .. لكني لم أستطع أنأحبّه ! كبر سالم .. بدأ يحبو .. كانت حبوته غريبة .. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي .. فاكتشفناأنّه أعرج .. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر .. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً .. مرّت السنوات .. وكبر سالم .. وكبر أخواه .. كنت لا أحب الجلوس في البيت .. دائماً معأصحابي .. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم .. لم تيأس زوجتي من إصلاحي.. كانت تدعو لي دائماً بالهداية .. لم تغضب منتصرّفاتي الطائشة .. لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالمواهتمامي بباقي إخوته .. كبر سالم .. وكبُر معه همي .. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدىالمدارس الخاصة بالمعاقين .. لم أكن أحس بمرور السنوات .. أيّامي سواء .. عمل ونوم وطعام وسهر .. في يوم جمعة .. استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً.. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي .. كنتمدعواً إلى وليمة .. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج .. مررت بصالة المنزل .. استوقفني منظر سالم .. كان يبكي بحرقة ! إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالميبكي مذ كان طفلاً .. عشر سنوات مضت .. لم ألتفت إليه .. حاولت أن أتجاهله .. فلم أحتمل .. كنت أسمعصوته ينادي أمه وأنا في الغرفة .. التفت .. ثم اقتربت منه .. قلت : سالم ! لماذاتبكي ؟! حين سمع صوتي توقّف عن البكاء .. فلما شعربقربي .. بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين .. ما بِهيا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني !! وكأنه يقول : الآن أحسست بي .. أين أنت منذعشر سنوات ؟! تبعته .. كان قد دخل غرفته .. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه .. حاولتالتلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه .. وأنا أستمع إليه وأنتفض .. تدري ما السبب !! تأخّر عليه أخوه عمر .. الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد .. ولأنها صلاة جمعة .. خاف ألاّ يجد مكاناً فيالصف الأوّل .. نادى عمر .. ونادى والدته .. ولكن لا مجيب .. فبكى .. أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين .. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه .. وضعت يدي على فمه .. وقلت : لذلك بكيت يا سالم !!.. قال : نعم .. نسيت أصحابي .. ونسيت الوليمة .. وقلت : سالم لا تحزن .. هل تعلممن سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟ .. قال : أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً .. قلت : لا .. بل أنا سأذهب بك .. دهش سالم .. لم يصدّق .. ظنّ أنّي أسخر منه .. استعبر ثم بكى .. مسحت دموعه بيدي .. وأمسكت يده .. أردت أن أوصله بالسيّارة .. رفض قائلاً : المسجد قريب .. أريد أن أخطو إلى المسجد .. - إي والله قال لي ذلك - .. لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد .. لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف .. والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية .. كان المسجد مليئاًبالمصلّين .. إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل .. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي .. بلفي الحقيقة أنا صليت بجانبه .. بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً .. استغربت !! كيف سيقرأ وهو أعمى ؟كدت أن أتجاهل طلبه .. لكني جاملته خوفاً منجرح مشاعره .. ناولته المصحف .. طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف.. أخذت أقلب الصفحات تارة .. وأنظر في الفهرستارة .. حتى وجدتها .. أخذ مني المصحف .. ثم وضعه أمامه .. وبدأ فيقراءة السورة .. وعيناه مغمضتان .. يا الله !! إنّه يحفظسورة الكهف كاملة !! خجلت من نفسي.. أمسكت مصحفاً .. أحسست برعشة في أوصالي.. قرأت .. وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني .. لم أستطع الاحتمال .. فبدأت أبكي كالأطفال .. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة .. خجلت منهم .. فحاولت أن أكتم بكائي .. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق .. لم أشعر إلاّ بيد صغيرة تتلمس وجهي .. ثم تمسحعنّي دموعي .. إنه سالم !! ضممته إلى صدري .. نظرت إليه .. قلت في نفسي .. لست أنت الأعمى .. بل أنا الأعمى .. حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار .. عدنا إلى المنزل .. كانت زوجتي قلقة كثيراًعلى سالم .. لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيتالجمعة مع سالم .. من ذلك اليوم لم تفتنيصلاة جماعة في المسجد .. هجرت رفقاء السوء .. وأصبحت لي رفقة خيّرةعرفتها في المسجد.. ذقت طعم الإيمان معهم .. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا .. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر .. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر .. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتيوسخريتي من النّاس .. أحسست أنّي أكثر قرباً منأسرتي .. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل منعيون زوجتي .. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم .. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها .. حمدت الله كثيراً على نعمه .. ذات يوم .. قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهواإلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة .. تردّدت في الذهاب.. استخرت الله .. واستشرتزوجتي .. توقعت أنها سترفض .. لكن حدث العكس ! فرحت كثيراً .. بل شجّعتني ..فلقد كانت ترانيفي السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً .. توجهت إلى سالم .. أخبرته أني مسافر .. ضمنيبذراعيه الصغيرين مودعاً .. تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف .. كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت ليالفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي .. اشتقت إليهم كثيراً .. آه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته .. هو الوحيد الذي لميحدّثني منذ سافرت .. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعةاتصالي بهم .. كلّما حدّثت زوجتي عنشوقي إليه .. كانت تضحك فرحاً وبشراً .. إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها .. لم أسمع ضحكتهاالمتوقّعة .. تغيّر صوتها .. قلت لها : أبلغي سلامي لسالم .. فقالت : إنشاء الله .. وسكتت .. أخيراً عدت إلى المنزل .. طرقت الباب .. تمنّيت أن يفتح ليسالم .. لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعةمن عمره .. حملته بين ذراعي وهو يصرخ : بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت .. استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. أقبلت إليّ زوجتي .. كان وجها متغيراً .. كأنها تتصنع الفرح .. تأمّلتها جيداً .. ثم سألتها : ما بكِ؟قالت : لا شيء .. فجأة تذكّرت سالماً .. فقلت .. أين سالم ؟خفضت رأسها .. لم تجب .. سقطت دمعات حارة علىخديها .. صرخت بها .. سالم .. أينسالم ..؟لم أسمع حينها سوى صوتابني خالد .. يقول بلثغته : بابا .. ثالم لاح الجنّة .. عند الله.. لم تتحمل زوجتي الموقف .. أجهشت بالبكاء .. كادت أن تسقط على الأرض .. فخرجت من الغرفة .. عرفت بعدها أن سالمأصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين .. فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى .. ولم تفارقه .. حين فارقت روحه جسده

8 Comments:

Blogger smraa alnil said...

حمد الله علي السلامة الاول
وبطلي تغيبي بقي

ثانيا بقي

عذرا اسفة
بعيدا عن الموضوع


ارجو المشاركة في ما اعلنت عنه في مدونتي

تحياتي

May 31, 2008 at 2:27 AM  
Blogger Unknown said...

حمد لله على السلامة ايه الغيبة الطويلة دى
عموما القصة اسلوبها شيق جدا وموضوعها اجمل

تقبلى تحياتى

June 1, 2008 at 10:16 AM  
Blogger شهرزاد said...

قصة رائعة
إن من يستهزيء بالناس
يقتص منه الله
وله عقابه في الدنيا قبل الآخرة

شهرزاد

June 12, 2008 at 9:09 AM  
Blogger Soooo said...

يا الله

مش لاقي كلام اقولو

ربنا يباركلك ويكرمك ويوفقك ويسعدك ويرضيكي دنيا وآخره يارب



سلاموووووووووز

June 29, 2008 at 4:50 PM  
Anonymous Anonymous said...

أولا تحياتى
ثانيا أنا اسمى لبنى شكرى باحثة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أقوم بعمل دراسة عن المدونات المصريات من أجل الحصول على درجة الماجستير. و يسعدنى أن تكون مدونتك من ضمن المدونات التى يشملها البحث. . لذا أرجو أن ترسلى لى بريدك الالكترونى حتى اتمكن من إرسال الاستبان و طبيعة الدراسة إليك
رجاءا حارا مدة المشاركة مفتوحة من 19 إلى 24 أكتوبر
شكرا لتعاونك

lobnabona@yahoo.com

October 19, 2008 at 11:44 AM  
Blogger daktara said...

القصة طبعا عن جد جميلة وكلها عبر وعزة
المدونة نايمة ليه؟
عسي تكون صاحبتها بخير

انظر حولك
د. خالد عزب

November 1, 2008 at 4:14 PM  
Blogger م/ الحسيني لزومي said...

سعدت جدا بزيارتك لمدونتي واحب ان اقول لكي ان الحريات تنتزع ولا تمنح او توهب وانه لاحياة مع اليأس ولايأس مع الحية
الديمقراطيات الغربية لم توجد من فراغ وانما هي نتاج نضال قرون طويله وتضحيات غاليه
ويحضرني هنا قصة رواها الفقيه الدستوري يحيي الجمل عن ان بريطانيا كملكية دستورية وصلت الي ما وصلت اليه عبر نظال استمر 8 قرون بدأت بملكية مستبده بغيضه حتي وصلت الي ملكيه دستوريه ونتاج ذلك النضال ان الملكه اليزبث الاولي (الام) كانت لها وصيفه وكانت صارمه مما حدي باليزابث التانية والتي اصبحت الملكه فيما بعد ان تكرهها ولما ماتت الام واصبحت اليزبث الثانية هي الملكة طلبت من الوصيفه ان تترك غرفتها والتي بجوار غرفة الملكه ورفضت الوصيفه ذلك ولجأت الي محكمة البلاط الملكي التي انصفتها واصدرت حكمها ببقائها في غرفتها لانها تأخذ راتبها من دافعي الضرائب واذا ارادت الملكة ان تبتعد عن الوصيفة فلتنقل حجرتها هي
خلاصة القول ان هذا لم يتحقق بالدفع الذاتي وانما عبر نضال اجيال وعبر قرون
فعلينا السعي وليس علينا ادراك النجاح

November 17, 2008 at 12:50 PM  
Blogger Unknown said...





شركة مكافحة حشرات بالدمام
شركة تسليك مجاري بالدمام
شركة المثالية للتنظيف
شركة المثالية لتنظيف المنازل
شركة المثالية لتنظيف المنازل بالدمام
شركة المثالية للتنظيف بالدمام
شركة تنظيف بالقطيف
شركة تنظيف منازل بالقطيف


November 24, 2018 at 3:50 PM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home